روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات طبية وصحية | هل إرجاع الأجنة للرحم في اليوم الخامس.. يحقق نسب نجاح أعلى للحقن المجهري؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات طبية وصحية > هل إرجاع الأجنة للرحم في اليوم الخامس.. يحقق نسب نجاح أعلى للحقن المجهري؟


  هل إرجاع الأجنة للرحم في اليوم الخامس.. يحقق نسب نجاح أعلى للحقن المجهري؟
     عدد مرات المشاهدة: 2248        عدد مرات الإرسال: 0

تقول قارئة: تزوجت منذ خمس سنوات وقد أجريت عدة تجارب لأطفال الأنابيب، ولم يكتب لها النجاح، واستعد حاليا لاجراء تجربة جديدة، وفيها سيتم الاحتفاظ بالأجنة خارج الرحم حتى اليوم الخامس فهل هذا يحقق نسبة عالية من النجاح لهذه التجربة الجديدة؟

يجيب على الدكتور رواء مصطفى أستاذ أمراض النساء وعلاج العقم وأطفال الأنابيب بكلية طب عين شمس وزميل الكلية الملكية بلندن قائلا:

التطور العلمى لا يتوقف ودائما ما يأتى بالجديد وخاصة فى مجال الإخصاب المعملى حيث شهدت السنوات الأخيره تطورات كبيرة ومذهلة أدت إلى إيجاد طرق جديدة لعلاج الكثير من مشكلات تأخر الحمل وتحقيق حلم الإنجاب.

ويضيف أن أهم هذه التطورات هو تقنية الاحتفاظ بالأجنة خارج الجسم حتى اليوم الخامس، أو السادس ثم استخدام الليزر لتثقيب القشرة الخارجية للأجنة وزرعها بعد ذلك بداخل الرحم، حيث أدى ذلك إلى ارتفاع هائل وغير مسبوق فى نسبة حدوث الحمل تصل إلى 60 % وأحيانا 70 % بالمقارنة ب 30 %- 40% عند إرجاع الأجنة للرحم فى اليوم الثانى أو الثالث بعد الأخصاب.

ويؤكد أن هذه التقنيات هى أهم التطورات فى هذا المجال، حيث ساهمت فى رفع نسبة النجاح فى حدوث الحمل، وبشكل غير مسبوق، إلا أنها تحتاج إلى إمكانيات كبيرة وتكنولوجيا متقدمة وكذلك خبرة ومهارة عالية للفريق الطبى القائم بالعمل.

ويوضح أنه فى تقنية أطفال الأنابيب يتم مزج الحيوانات المنوية للزوج بالبويضات المستخرجة من الزوجة وينجح حيوان منوى واحد باختراق كل بويضة وبصورة تلقائية، أما فى تقنية الحقن المجهرى فيتم إدخال حيوان منوى بداخل كل بويضة بطريقة تكنولوجية معقدة ودقيقة للغاية، وفى كلتا الحالتين توضع الأجنة فى الحضانات الخاصة بمعامل أطفال الأنابيب، حيث يتم الاحتفاظ بها لعدة أيام، يحدث أثناءها الانقسام المتكرر للجنين وبنفس الطريقة التى تحدث فى حالة الحمل الطبيعى، ولكن خارج الجسم.

ويرى أن الطريقة التقليدية للاحتفاظ بالأجنة فى الحضانات الخاصة تنتهى بعد يومين أو ثلاثة يتم بعدها ارجاع الأجنة لداخل الرحم ويكون الجنين فى مرحلة أربعة خلايا (بعد يومين) أو ثمانية خلايا (بعد ثلاثة أيام) ويلزم للحفاظ على الجنين فى تلك الفترة القصيرة حضانات تعمل على الحفاظ على درجة حرارة 37 درجة مئوية وبصورة مستمرة وكذلك بنسبة ثابتة لثانى أكسيد الكربون تصل إلى 5-6 % وبالمقارنة فان الاحتفاظ بالأجنة فى معمل أطفال الأنابيب حتى اليوم الخامس أو السادس (مرحلة blastocyst) تحتاج إلى تقنيات أكثر تعقيدا وإمكانيات أكثر وقدرا أكبر من الخبرة والمهارة.

ويستطرد قائلا: إن متطلبات نمو الجنين من اليوم الثالث بعد الإخصاب وحتى اليوم الخامس أو السادس تختلف، وبشكل كبير عما تحتاجه فى فترة النمو، والانقسام السابقة لذلك. فقد ثبت علميا أن نمو الجنين فى هذه الفترة يحتاج إلى بعض الأحماض الأمينية essential amino التى تختلف عن تلك التى يحتاجها فى أول يومين أو ثلاثة، وكذلك يحتاج الجنين إلى نسبة أعلى من الجلوكوز، فى حين أن الجنين فى مراحله الأولى وحتى اليوم الثالث لايحتاج إلى الجلوكوز، ولكن يعتمد فى نموه على وجود مادة pyruvate & lactate ، وبالتالى فإن المحاليل الطبية المعروفة باسم culture media اللازمة لنمو الجنين حتى اليوم الثالث cell stage) 8) تختلف وبشكل كبير عن تلك المستخدمة فى مرحلة اليوم الثالث وحتى اليوم الخامس (مرحلة blastocyst ) .

ويقول أن الشق الهام الآخر اللازم لنمو الأجنة بعد اليوم الثالث، خارج جسم هو اختيار نوع الحضانات المناسبة، حيث إن الجنين يحتاج فى نموه أثناء هذه المرحلة إلى نسبة أقل من الأكسجين تصل إلى 5 %، وهو ما لا تستطيع الحضانات التقليدية القيام به، مما يستوجب استخدام الأنواع الأحدث والأكثر تقدما من الحضانات والمعروفة باسم tri – gas والتى يمكن من خلالها التحكم فى نسبة الأكسجين وثانى اكسيد الكربون، وكذلك درجة الحرارة ودرجة الرطوبة بداخل هذا النوع من الحضانات، ويبقى السؤال الهام لماذا تكون زراعة الأجنة فى اليوم الخامس أو السادس أكثر نجاحا فى حدوث الحمل من اليوم الثانى أو الثالث؟

ويجيب قائلا: إن السبب الأول هو أن جنين اليوم الخامس والمعروف باسم blastocyst والذى يتم إرجاعه وزراعته داخل الرحم يحاكى ويماثل مايحدث أثناء الحمل الطبيعى، وبالتالى حدوث الحمل بنسبة أعلى مقارنة باليوم الثانى أو الثالث أما السبب الآخر والأكثر أهمية هو أن كثيرا من الأجنة التى يتم ارجاعها لداخل الرحم فى اليوم الثانى أو الثالث، وأن بدت بحالة جيدة إلا أنها لا تنقسم بعد إدخالها للرحم، ويتوقف نموها عند هذه المرحلة وبالتالى لا يحدث الحمل فى كثير من الحالات بالمقارنة بالأجنة التى تواصل انقسامها، ويستمر نموها بعد اليوم الثالث، وتصل إلى مرحلة اليوم الخامس blastocyst، مما يمكننا من اختيارها لزرعها بالرحم، وقد وجد إحصائيا أن زراعة عدد اثنين من هذه الأجنة فى مرحلة blastocyst ، يرفع نسبة حدوث الحمل بدرجة تصل إلى 75%، وبالتالى تكون هذه الطريقة هى الأمثل والأحسن لحدوث الحمل.

لكاتب: عفاف السيد

المصدر: موقع اليوم السابع